سفينة نبي الله نوح عليه السلام حقيقة كما صنعها سيدنا نوح بكامل هيكلها الحقيقي منذ آلاف السنين.

صنعاء اليمن
هذا ما قام به الباحث اليمني علي محمد العراسي والذي اثبت حقيقة وجود كامل جسم سفينة نوح عليه السلام كاملاً الواقع في شمال شرق صنعاء بالجمهورية اليمنية و الراسية على جبل الجودي ، وتعد سفينة نوح عليه السلام آية من آيات الله الخالدات الباقية الى قيام الساعة بكامل هيكلها الهندسي الفريد من نوعة ، وتعبر سفينة نوح اعظم تصميم و احدث تصميم هندسي في تاريخ صناعة السفن.




نوح عليه السلام اول رسول على وحه الارض.
أرسل الله سبحانه وتعالى بعضاً من البشر مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق المبين ، لهم صفات كريمة وأخلاق حميدة ليبلغوا أوامره و أحكامه الى بقية البشر وقد أختارهم الله سبحانه وتعالى رسلاً وأنبياء لكي يخرجوا الناس من الظلمات إلى النور ومن عبادة الأوثان والطاغوت إلى عبادة الواحد القهار .
وأول هؤلاء الرسل و الأنبياء (نوح)  علية السلام رسول الله إلى الناس لشعوب ما قبل الطوفان ، أرسله الله سبحانه وتعالى رحمة للناس أجمعين في ذلك الزمان ، حيث كان الناس قد وصلوا الى مرحلة متقدمة من العلم التجريبي البشري ، والى طغيان كبير وكانوا أناس كثر.
قال الله تعالى :
( اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ)
شخصيته عليه السلام .
إن الشخصية الإنسانية للرسول والنبي ( نوح ) عليه السلام لو لم تكن ذات خصائص و ميزات فطرية أصيلة لما كانت أهلاً لتلقي هذا الفيض الإلهي من الوحي الذي أنزله الله على قلبه الشريف الطاهر بلسان عربي مبين و بلغة قومه في ذلك الزمان.
كان ( نوح ) عليه السلام أسوة وقدوة حسنة لكل عظمة وعاها التاريخ البشري ، وسيبقى المثل الكامل في الصبر ، والجهاد في سبيل الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ، وكذا سيبقى المثل الكامل لكل عظمة تخلق في مستقبل العلوم الإنسانية .
قال  الله تعالى :
(  لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ...)
فكل رسول يصفه الحق سبحانه وتعالى بأسوة الحسنة ، وقد شهد الله تعالى لجميع الرسل و الأنبياء بكمال الخلق ، و الأخلاق الحسنة ، والمثل الأعلى للناس.
ولكي نكون على بينة من أمرنا لابد ان نعرف شيئاً من حياة هذا الرسول والنبي الكريم علية أفضل الصلاة والسلام – توضيحاً للحقيقة المرجوة عن الأهواء ، أو التعصب الأعمى.
مولدة ونسبة.
ولد رسول الله (نوح ) عليه السلام – في جنوب مكة – في منطقة الجوف باليمن الواقعة في جنوب شرق الجزيرة العربية حالياً ، في اليمن .

نسبة .
هو ( نوح بن إدريس بن آدم ) عليهما السلام وبينهما آباء كير جداً ، وهذا النسب ما جاء به القرآن الكريم فهو عربي الميلاد والنسب ، وكان مولده قبل الطوفان 950 سنة لشعوب ما قبل الطوفان .
نشأته .
وكانت نشأته عليه أفضل الصلاة والسلام منذ الطفولة نشأة متميزة عن بقية الناس في ذلك المجتمع الظالم والفاسد ، فتميز بكل خير فكان شجاعاً صادقاً فاضل الأخلاق أمين في قومة قال الله تعالى و صفاً ذلك على لسان (نوح)  عليه السلام
قال الله تعالى :
( إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴿ 107﴾)
حتى لقبه قومه بالصادق الأمين ، وكان واصلاً للرحم حاملاً يثقل كواهل الناس ، مكرماً للضيف، عوناً على البر ، والتقوى ، بعيداً عن أمراض المجتمع الفاسد الذي كان يعيش معهم .
وكان يأكل من نتيجة عمله ، ويقنع بالقوت اليسير ، وكان قد رعى الغنم في صباه فزاد هذا من صفاء قلبه ومن حسن توجهه للخير عموماً واجتنابه للشر بكل أنواعه .
قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم ﴿  ما من نبي إلا وقد رعى الغنم ﴾
بينان رعيه (نوح)  عليه السلام الغنم في البادية ، قبل أن يكون نجاراً ، وهي سنة الأنبياء من قبله ، إن الحكمة من رعي الأنبياء للغنم ، هي الإعداد النفسي لمسياق البشر بالرفق والرحمة واللين ، والإنسان ضعيف ، لذا يحتاج إلى سياسة الرفق واللين وعدم الشدة والعنف في سبيل الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ، وقد عمل بعد ذلك بالنجارة فأصبح أعظم نجاراً في قومه ، واستمر في شبابة يحفظه الله تعالى من أقذار الجاهلية العمياء ، ويرقيه إلى المقامات العالية ، فكل يوم يزيد عليه من رعايته له  ، حتى كان رجلاً أفضل قومه مروءة ، واحسنهم خَلقاً و خُلُقا ، وكرمهم حسباً و أحسنهم جواراً ، وأعظمهم حلماً ، وصبراً ، وأصدقهم حديثاً ، و أوفرهم أمانه وأبعدهم من الفحش والاخلاق التي تدنس الرجال ، تنزهاً وتكرماً، لما جعل الله فيه من الأمور الصالحة حتى أكرمه الله برسالته ونبوته ، ودانت له الجبابرة في عصره ، وخضعت له الدنيا راغمةً فلم يقبلها ، ونطقت له الجمادات تشهد له بحقيقة أنه رسول الله وجاء الحق وزهق الباطل أن الباطل كان زهوقا.
قال الشاعر
يا أيها الاصنام هذا نوح         هذا النبي الرسول المؤيد
هذا رسول الله حقاً فاشهدوا     يدعوا الى الله حقاً فاعبدوا.
ولكن لا حياة لمن تنادي قلوباً أشد من الحجارة أو هي اشد قسوةً .

زواجه عليه السلام
في شبابة أشتغل (نوح) عليه السلام بالنجارة وكان يأكل من هذا العمل ، وفي فترة شبابه تزوج بامرأة من قبائل العرب في ذلك الزمان ، و ولدت له أولاده كلهم ، وهم ( يام ، سام ، حام ، يافث) وهذه المراء من قبيلة ( يام) التي تسكن شرق جنوب نجران.
وظلت تفتخر بحسبها ونسبها ، كما هي عادة النساء بالجاهلية العمياء قديماً وحديثاً فأصبحت من الكافرين .
قال الله سبحانه وتعالى :
(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴿10﴾)
بدء نزول الوحي على ( نوح ) عليه السلام:
ولما بلغ عمره أربعين عاماً ظهرت تباشير الصبح ، وطلائع السعادة وآن أوان البعثة ، هيأه الله سبحانه وتعالى للنبوة بالرؤيا الصادقة في منامه بالليل فكانت تتحقق صباحاً مثل الشمس في قلب النهار ، حبب إليه الخلوة فلم يكن شيء أحب إليه من أن يخلوا وحده ، وكان يخرج من المدينة ويبعد حتى تحسر عنه البيوت فلا يمر بحجر ولا شجر إلا قال السلام عليك يا رسول الله وكان يخلوا بقمة جبل الجوفاء الواقعة شرق المدينة التي كان يعيش فيها في ذلك الزمان ، وكان ذلك أول يوم من إيام النبوة ، وعلم من ذلك أن الله سبحانه وتعالى أختارة ليكون نبي تلك الأمة ورسول ربها إليها ورحمة من الله سبحانه وتعالى لشعوب ما قبل الطوفان ، وقد مر بما مر به الأنبياء والمرسلين وخصوصاً فترة نزول الوحي عليه وكان عناية الله ولطفه ورحمته بنبيه (نوح)  عليه السلام كبيرة إذا كان يرسل إليه جبريل عليه السلام يناديه ويطمئنه ، ويبشره أنه رسول الله حقاً.
قال الله تعالى :
 ﴿  إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ ...﴾
فقد كان الوحي الذي أوحي إلى (محمداً) صلى الله عليه وسلم ، هو نفس الذي أوحي إلى (نوح) عليه السلام .
صور الوحي التي كان (نوح) عليه السلام يتلقاها من ربه.
تعريف الوحي :- إن الوحي هو الأعلام السريع، الخفي ، وله مع رسول الله نوح عليه السلام صورة جاء ذكر بعضها في قول الله تعالى :
( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴿ 51﴾)
بيان تلك الصور:-
أولاً:- الرؤيا الصالحة الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جات مثل فلق الصبح
ثانياً:- الالقاء في الروع ، والنفث فيه
ثالثاً:- أن يأتي في مثل صلصلة الجرس
رابعاً:- أن يأتيه الملك في صورة رجل ، فيوحي إليه ما شاء الله
خامساً:- أن يخاطبه الرب عز وجل كلاماً من وراء حجاب
بدء (نوح) عليه السلام دعوته في قومه.
قال الله تعالى :
﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴿ 25﴾﴾
معناها قول الحق تبارك وتعالى : و عزتي وجلالي لقد أرسلت نوحاً نبياً ورسولاً ، وهذه حقيقة شهادة ان لا إله ألا الله وأن نوح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان من أوائل المستجيبين هم   ( الأرذلون) من قومه وهم المطحونون في المجتمع ، ومن هنا بداء دعوته يعرضها على من يرى فيه الاستعداد لقبولها ، فكان أول من أسلم هم مجموعة قليلة من المستضعفين في قومه أما بقي القوم فقد أبوا هذه الدعوة من أول يوم وصدوا صدوداً عظيماً ، وكان هذا في بدء الدعوة سراً ، والتي استمرت فترة طويلة لا يعلم مدها إلا الله سبحانه وتعالى .
الجهر بالدعوة بعد الأسرار بها مع الرعيل الأول من الذين آمنوا.
قال الله تعالى :
( قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا ﴿ 5﴾)
أمره الله سبحانه وتعالى بالجهر بالدعوة إلى دين الإسلام الذي هو دين الله سبحانه وتعالى ، الذي ارتضاه ليكون أول الأديان وآخر الأديان .
قال الله تعالى :
( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ...)
وقال الله تعالى :
( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿ 85﴾)
دعاء نوح عليه السلام إلى عبادة الله وحدة لا شريك له ، وإلى كسر الأصنام ، وتحطيمها ، فهزا به قومه ، وأذوه فصبر صبراً كبير وعظيما ، تحمل في سبيل الدعوة الى الله سبحانه وتعالى كل اساليب الجاهلية العمياء وظلم قومه لهُ.
قال الله تعالى :
( وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا ﴿ 19﴾ قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا ﴿ 20﴾ قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا ﴿ 21﴾ قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا ﴿ 22﴾ إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ﴿ 23﴾)
وقد حماه الله سبحانه وتعالى من أذى قومه لهُ ، وقد كانوا أشد قوة وطغياناً في الأرض ، وأظلم الناس على وجه الأرض في ذلك الزمان.
عدم أنتشار دعوة (نوح)  عليه السلام .
بعد مضي ثلاثمائة وخمسين عاماً ولم يدخل في دين الإسلام الذي جاء به (نوح)  عليه السلام من قومه سوى ( 35) رجل وأمراه ، فأمن به هؤلاء انتشروا ليعلموا الناس الدين الحق ، ولكن هيهات هيهات لهؤلاء القوم الظالمين أن يستجيبوا للحق لما جاء لهم .
فقد وصل الفسوق في قومه إلى درجة عدم الفهم لما جاء به (نوح)  عليه السلام ، ولأنهم قد شربوا عبادة الأوثان و الأصنام جيل بعد جيل فأصبح صعب عليهم إخراجهم من الظلمات إلى النور .
بل تمسكوا بما كان عليه أبائهم ، ولما عندهم من العلم الجزئي البشري فلم تنتشر دعوة (نوح)  عليه السلام فيهم وفي غيرهم بسبب استكبارهم على النبي (نوح)  عليه السلام وعلى من أمن به من (الارذلون) أي المستضعفين في الارض الذين لا يعمل لهم الملاء من قومه قيمة ، وهكذا أستمر (نوح)  عليه السلام في تبليغ رسالة ربه إلى قومه وغيرهم وقام به الذين أمنوا به ، واستمر قومه في طغيانهم يعمهون ولم تنجح هذه الدعوة بسبب صد قومه لهُ وللذين أمنوا معهُ.
قال الله سبحانه وتعالى :
(وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ ﴿3 وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ ﴿4 حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ ﴿5)
عناد قوم (نوح)  عليه السلام – وتكذيبهم له وللذين أمنوا معهُ.
قال الله سبحانه وتعالى :
( كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ ﴿ 105﴾ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ ﴿ 106﴾)
قوم نوح عليه السلام – كذبوا (نوحاً) ومن يكذب رسول واحد فقد كذب جميع الرسلين ، لان رسل الله تعالى إنما جاءوا بأصول ثابته تتصل بالعقيدة ، والأخلاق ، والمعاملات ، لا تتغير من رسول إلى رسول ، فمن كذب رسولاً ، فقد كذب كل الرسل .
قال الله سبحانه وتعالى :
 ( آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴿ 285﴾)
قال الله سبحانه وتعالى :
، على لسان (نوحاً) عليه السلام.
( أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ ﴿ 3﴾)
أمر الله سبحانه وتعالى جميع الناس ، وخلقهم من أجل عبادته وحده لا شريك له مخلصين له الدين
قال الله سبحانه وتعالى :
(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿56﴾)
وكان العند هي غاية قوم ( نوح ) عليه السلام ، فهم قوماً معاندون يحبون العناد حباً عظيماً ، و العناد ضد الحق بصورة غير سليمة ، وكان المطلوب منهم عبادة الله وحده لا شريك له ، إلا أنهم يحبون الوساطة التي تربط بينهم وبين الله سبحانه وتعالى وهي عبادة الأصنام ، فكانت عبادة الأصنام هي التي تقربهم إلى الله سبحانه وتعالى زلفى ، فكان صعب عليهم إقرار العبادة لله وحدة سبحانه وتعالى ، هذا من جانب أما الجانب الثاني وهو تقواه عزو وجل ، هذا أصعب على أنفسهم لأنهم قوماً مستكبرون وأهل جهل مفتوح لا يحبون الالتزام بتقوى الله إلا من رحم الله منهم .
قال الله سبحانه وتعالى :
(... وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ...)
وأما طاعته سبحانه وتعالى ، فكانت أبعد من الشمس في السماء لأنهم وجدوا أباءهم يعبدون الأصنام ، وهي عندهم خيراً لهم ممن سواءها.
قال الله تعالى على لسان (نوح)  عليه السلام.
( إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴿ 107﴾)
ومعنى ذلك أن الله رحم غفلت ، وطغيان قوم (نوح) عليه السلام فأرسل إليهم هذا النبي الكريم ، رسولاً أمينا في تبليغ رسالة رب العالمين إليهم ، جاء من عند الله وحده لا شريك له لكي يخرجهم من الظلمات إلى النور ، بما أوحى الله إليه من أوامر ، ونواهي ، وكان سبب العناد الأول والأخير منهم في عدم التصديق ، والإيمان برسالته هو كما جاء بالقران الكريم ، وبعد عناء كبير جداً اسلم الضعفاء من قومه فكانت حجتهم أن قالوا كما جاء ذلك في القرآن الكريم.
قال الله سبحانه وتعالى : على لسان قومه
( قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ ﴿ 111﴾)
فهم يقولون له كيف نؤمن لك وقد أتبعك ضعاف الناس الفقراء وأصحاب الجرف ، و الضعفاء الذين لا يؤبه لهم ، وهؤلاء هم جنود الرسالة في البداية والنهاية ، مع أي رسول أو نبي بعثه الله سبحانه وتعالى وهم الذين يستجيبون للحق إذا داء بأذن الله.
بشرية الرسول.
قال الله سبحانه وتعالى :على لسان قومه
( قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا...)
تعجبوا أن يكون بشر رسولاً ..؟! وكيف يكون ذلك؟ فكان الجواب :-
قال الله سبحانه وتعالى :
( أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿ 63﴾)
قال الله سبحانه وتعالى على لسانهم :
( قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿ 15﴾)
ولذلك اقتضت حكمة الله سبحانه وتعال أن يرسل إلى الناس رسلاً منهم يعلمونهم منهج الله تعالى ، ويبشرونهم ويقيمون عليهم الحجج في الدنيا والآخرة .
والرسول قدوة يطبق المنهج عملياُ أمام الناس جميعاً ، وهم يقتدون به ، اي يفعلون مثله ، ولو كان من غير البشر ( ملكاً) مثلاً لقالوا يا رب هذا مخلوق من النور ، مفطور على الطاعة ، ونحن مخلوقين من طين لنا شهوات ولسنا معصومين ، أذاً بشرية الرسول حتميةً ومن تمام الرسالة.
قال الله سبحانه وتعالى :
(رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴿165﴾)
قال الله سبحانه وتعالى :
( وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ﴿ 24﴾)
قال الله سبحانه وتعالى :
( يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿ 30﴾)
قضية التفضيل والسيادة بين الناس في زمان ( نوح ) عليه السلام.
واتضح تكذيب (نوح) عليه السلام والذي أمنوا معه خلال فترة الدعوة إلى الله ، وأخذ الملا من قومه يقولون لبعضهم البعض كما جاء بالقران الكريم.
قال الله سبحانه وتعالى :
(مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آَبَائِنَا الْأَوَّلِينَ ﴿ 24﴾)
فكان جوابه عليهم :
قال الله سبحانه وتعالى :
(أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿ 63﴾)
وكان الصراع وما يزال حول (بشرية الرسول) وكذا على عملية التفضيل في اختيار الله سبحانه وتعالى للرسل الذي بعثهم للناس منذرين بخروجهم من الظلمات الى النور بإذن الله سبحانه وتعالى.
قال الله سبحانه وتعالى :
( ...اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ...)
أن منطق الكافرين واحد في أي زمان ، واي مكان خصوصاً في مجال الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى
قال الله سبحانه وتعالى :
( أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿ 5﴾ ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴿ 6﴾)[30]

لنا بقية....

تعليقات